اسمعنا وشفنا ... طيب شو بعد هيك ؟؟؟؟؟!!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم



مهاترات تسمع هنا وهناك .. وشعارات برع كاتبوها في ترويض المشاعر على نحو يخدم

فيها ملقي الخطابات .. ومع أن وجوههم تملأ الأفق وصورهم قلما أن تجد مكانا لا ترتفع

فيها ...


وعلى المنابر تراهم يتكلمون بما لا يفعلون ومع قراءتهم التي تختلط بها الذكريات فتعيد

الرجل كأنه في صفوف الإبتدائية ويتهجأ من جديد ...

وأيادي تصفق بحرارة مع أن صاحبيها لا يدركون ما في الأجواء سوى شفاه تتحرّك

وتنطق ... فقد جرت العادة عند أول صفقة تنجرف بعدها كل الأيادي بلا هوادة

تطرق (بالعلالي) مع اشعار صاحب المنبر بالإخلاص الذي ينتهي

بهز الرؤوس دلالة على الوعي والإدراك ...


ومع تلك الشفاه وهذا التصفيق وتهزيز الرؤوس ينجلي الوقت ومع أن بعض

البعض من الجمهور قد أراح نفسه (أخذها من قاصرها) وهو في سابع نومه

يحلم أحلامه السعيدة ....

وفي هذا الإجتماع تطرح القضايا ومضمون عناوينها لا يخرج عن نطاق الجدية

فتنبهر بها وبسرعة البرق يأتي لك هاجس بأن الدنيا جميعها ستكون بخير

فهي قضايا ذات أهمية في حياتنا اليومية .. وتأخذ نفسها على جدول الأولويات

وأن أهميتها منبثقة بضرورة تطبيقها بسرعه .. وتغليبها على الواقع بصورة مقنعه

وتشعر أن كل فرد من المجتمع ملتزم بشدة وعاهدا بأن يكون مشاركا في صنع

القرار وذلك النجاح المنشود ...


وبعدها وبعد تلك المداولات ينفض الإجتماع معلن وفاته بعد الخروج من تلك القاعه

ويبدأ النفاق العام في توزيع القبلات في جوّ عام قد وضعوا رايات النجاح المكذوبة

فيها .. وهم معتقدون ضمنا بان الفشل هو حقا سيد الموقف ...

والعجيب الغريب أن في كل اجتمعاتنا يناقشون القضايا ولا يضعون آلية لتطبيقها

تكابرا بأن كل فرد في المجتمع يحفظ دوره ..

ولكن المضحك في نفس الوقت عندما تسمع ذلك الشخص الذي بقي

طيلة الإجتماع يشخر ويحلم .. يقول ::

اسمعنا وشفنا ... طيب ... شو بعد هيك ؟؟؟؟

يعني يا إخواني اللي كان نايم كان هو الشخص الوحيد الصاحي لأنه أدرك

أنه لا أهمية لتلك الإجتماعات إن لم تنتهي بالتطبيق العملي ....




صورة أحببت تصويرها لكم .. في هذا المقال ... ( وهي صورة واقعية لإجتماع قد حضرته)

وهي واقع أكبر للإجتماعات التي تناقش قضية ما في وطننا العربي



إبراهيم حمدان