بسم الله الرحمن الرحيم
" و إنك لعلى خلق عظيم "
وصف الرسول من طرف ام معبد :
رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة ، و لم تزر به صعلة ، وسيما قسيما في عينيه دعج، و في أشفاره وطف و في صوته صحل ، و في عنقه سطع و في لحيته كثاثة، أحور أكحل أزج أقرن ، إن صمت فعليه الوقار و إن تكلم سما و علاه البهاء أجمل الناس و أبهاه من بعيد و أحلا و أحسنه من قريب
حلو المنطق فصل لا نزر و لا هذر كأن منطقه خرزات نظم تتحدرن، ربعه لا تشنؤه من طول ، و لا تقتحمه العين من قصر ، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرا و أحسنهم قدرا ، له رفقاء يحفون به ، إن قال انصتوا لقوله و إن أمر تبادروا إلى أمره ، محفود محشود ، لا عابس و لا مفند صلى الله عليه و سلم
وصف هند بن أبي هالة
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر ، أطول من المربوع و أقصر من المشدب، عظيم الهامة ، رجل الشعر إذا تفرقت عقيصته تفرق و إلا فلا يجاور شعره شحمة أذنه، أزهر اللون ، واسع الجبين أزج الحواجب بينهما عرق ينفر إذا غضب (عرق هاشمي) أقن العرنين ، له نور يعلوه ، يحسبه من لا يتأمله أشم ، كث اللحية ، أدعج ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشنب ، معتدل الخلق ، بادن متماسك سواء البطن على الصدر ، عريض الصدر باعد ما بين المنكبين ، أنور المتجرد، عاري الثديين و البطن مما سوى ذلك ، أشعر الذراعين و المنكبين ، رحب الراحة شفن الكفين و القدمين، إذا زال زال قلعا يخطو تكفيا ، إذا إلتفت إلتفت جميعا ، خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، كأنما تطوى الأرض وراءه، جل نظره الملاحظة ، يبدأ من لقيه بالسلام
منطقه :
كان متواصل الأحزان دائم الفكرة ، ليست له راحة ، لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت ، يفتتح الكلام بأشداقه، يتكلم بجوامع الكلم ، فصل لا فضول و لا تقصير ، دلت ليس بالجافي و لا المهين ، يعظم النعمة و إن قلت لا يذم منها شيئا ، لا تغضبه الدنيا و ما كان منها فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد و لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له
سيرته من جلسائه
كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجد ، ليس بفظ و لا غليظ و لا سخاب و لا فحاش و لا غياب و لا مداح
يتغافل عما لا يشتهي و لا يؤيس منه و لا يخيب فيه ، قد ترك نفسه من ثلاث من المراء و الإكثار و ما لا يعنيه و ترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا و لا يعيره و لا يطلب عورة و لا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابا إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير ، إذا سكت تكلموا
يضحك مما يضحكون منه و يتعجب مما يتعجبون منه ، و يصدر للغريب على الجفوة يقول : إذا رأيتم طالب حاجة فارفدوه ، و لا يقبل الثناء إلا من مكافئ و لا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز أو يتوقف
مخرجه :
كان يخزن لسانه إلا بما يعنيهم و يؤلفهم ، و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليه، و يحذر الناس و يحترس منهم ، يتفقد أصحابه و يسأل الناس عما في الناس ، و يحسن الحسن و يقويه ، و معتدل الامر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا و لا يقصر عن الحق و لا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعلمه نصيحة و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة و موازرة
مجلسه :
كان لا يجلس و لا يقوم إلى على ذكر و لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس و يوصي به ، يعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب جليس أن أحد أكرم عليه من غيره ، من جالسه في حاجة أو قاومه صابره حتى يكون هو المنصرف
لو كان مع رجل و فارقتهم شجرة فالتقيا يقول السلام عليكم و رحمة الله ، و من سأله حاجة إلا أعطاه إياها أو قضاها له
قد وسع الناس منه بسطه و خلقه فصار لهم أبا و صاروا عنده في الحق سواء ، مجلسه مجلس حكم و حياء و صبر و أمانة ، لا ترفع فيه أصوات و لا تؤبد فيه حرم متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون الكبير و يرحمون الصغير و يؤثرون ذا الحاجة و يحفضون الغريب
إذا أشار أشار بكفه كلها و إذا تعجب قلب كفيه
إذا تحدث يضرب براحته اليمنى سبابته اليسرى