الحمد لله المنعم على عباده بالهبات ، والمتفضل عليهم بجزيل الأعطيات ، والصلاة والسلام على خير البريات ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، الحليم الذي لا يعجل ، والكريم الذي لا يبخل ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وأمينه على وحيه ، وصفيه من عباده ، أما بعد :
فإن الله تعالى يخلق ما يشاء ويختار ، ويصطفي من عباده وعبادته ما يشاء ، فيرفع الأشياء على بعضها ،ويفاضل بينها ، لحكم لا تحصى ، ومصالح لا تعد ، فهو الحكيم الخبير .
ومن حكمه النافذ ، وقضائه الذي لا يرد ، وأمره الذي لا معقب له أن جعل بعض الخطوات خير من بعض ، وبعض العبادات أكرم من غيرها ، ومن ذلك ؛ ما بينه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من فضل خطوات الصلوات على المساجد ومن خطوات سد الفرج في الصفوف ، ومن الخطوات في سبيل الله ، والذهاب إلى مجالس العلم ، وصلة الرحم ، والذهاب في قضاء حاجة المسلم ، وغيرها من الخطوات المباركة التي يتفضل بها على من يشاء من عباده ، وهو صاحب الفضل العظيم !
وهاهي الخطوة المباركة التي تساوي عبادة سنة ؟
فعن أوس بن أوس الثقفي ، رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :" من غسَّل يوم الجمعة واغتسل ، وبكّر وابتكر ، ومشى ولم يركب ، ودنا من الإمام فاستمع ، ولم يلغ ؛ كان له بكل خطوة عمل سنةٍ ، أجر صيامها وقيامها " [ رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان بسند صحيح ]
فهل رأيت فضلاً كهذا ؟! وعطاء أعظم من هذا ؟!
ملحوظة :
غسل واغتسل ، بمعنى : غسل بدنه غسل الجمعة وبالغ في تغسيل رأسه ، أو بمعنى أنه اغتسل من الجنابة يوم الجمعة وكان سببا في غسل زوجته لأعفافها ، ففي بضع أحدكم صدقة .
::: بقدر ما تتعنّى تنال ما تتمنّى :::